[center]
تقول الكاتبة : لم يكن خيار المعلمة خلود الزوجة
والأم لطفلين البالغة من العمر 32 سنة كما نقلت
لنا مجلة ( رؤى ) أخيرا. خلود الأم والمعلمة التي
تربي أجيالا عانت الأمرين من الضرب المبرح من
زوجها، بالعقال والخيزران والحذاء كلما اعترضت على
استيلاء زوجها على راتبها كل شهر. " وتواصل
الكاتبة مؤكدة ان كل السبل مغلقة وتقول " إلى أن
جاء يوم نفد فيه الصبر. ماذا فعلت خلود يا ترى ؟
نقلت شكواها لإحدى الصحف ؟ لا لم تفعل .. يبدو
لي أن المعلمة الشابة تعرف أن لا جدوى حقيقة
من شكوى الزوج عند أية جهة، مع الكثير من الرجال
الذين .. لا يرون غضاضة في ضرب الرجل لزوجته
فالعنف كما سلمنا في مجتمعنا خاصية طبيعية من
خصائص الذكر السعودي. والشكوى في أروقة
القضاء أمر وأدهى على اعتبار أن الزوجة لا تريد
الطلاق بل تبحث عن وسيلة تردع بها الزوج،
وتشرح الكاتبة ما فعلته الزوجة " خلود التي قررت
وضع حد لمعاناتها بنفسها فاستقدمت مدربة كاراتيه
متخصصة تدربها في بيتها بعد أن أخبرت زوجها أنها
مدربة لياقة .. إلى أن جاء اليوم الذي طال انتظاره
بعد أن تمرنت وتمرست في فنون الكاراتيه، ذات يوم
بعد انتقاد تحضيرها للغداء وسوء تدبيرها وبعد أن
تجرأت خلود على الرد عليه بأنها تعمل وهي مثله
متعبة، وعندما قام بضربها ردت له خلود الصاع
صاعين بل أربعة. ضربته ركلا ورفسا حتى رجاها أن
تتوقف ولم تفعل. لم تتوقف خلود إلا بعد أن تعبت
ونفست عن كل الغضب والقهر المحتقن كل تلك
السنين. " وتقول الكاتبة " ذهب زوجها اليوم الثاني
للعمل وآثار الضرب المبرح بادية على وجهه،
«شعرت بالذنب ولكني لم أرد ذلك هو من أجبرني
عليه، كنت أريد أن أذيقه من الكأس الذي أذاقني
إياه لسنوات» اعترفت خلود. بعد ذلك اليوم ورغم
منع الزوج خلود من مدربة الكاراتيه إلا أنه توقف عن
ضربها نهائيا "ً وتعلق الكاتبة على عنوان المقال
وموضوعه قائلة " عنواني ليس دعوة للضرب في
الحقيقة أنا ضد العنف من الجنسين ــ على الرغم
من تأييدي الكامل وفرحي بقصة خلود ــ بل هي
دعوة إلى التمرد بشجاعة، فالقبول بالإهانة ليس
وضعاً طبيعيا كما يلقنوننا. الرجل ليس عنيفاً بطبعه
بل الرجل الخسيس الدنيء الطبع المريض نفسياً
هو من يضرب زوجته، ابنته، أخته والمجتمع
المتواطئ هو من يبرر له. لكن لا علينا أن لا ننسى
أننا كنساء نكون نصف هذا المجتمع، وبذلك نتحمل
نصف المسؤولية وتنهى الكاتبة مقالها بالقول نعم
لا أجد حرجاً في أن أشجع أن اضربوهم حتى يعتدلوا.